السبت، 17 مارس 2012

أحمد بخاري .. الروح المختلطة





لم تكن معرفتي به حديثة ولا جديدة ، فهي قديمة قدم وجودي في قريتي البديعة ، فهو ذلك الابن المدلل الذي يخرج كل حين بلعبة جديدة أو جهاز غريب .
ثم خرج من القرية ليصبح طالباً جامعياً وإن كنت لا أعرف تفاصيل بداياته الجامعية لكنني أعرف نهايتها ، فهو قائد شقته الطلابية وأميرها .
ولم تزل آثار قيادته حيّة حتى هذه اللحظة فساكنوا الشقة يأخذون برأيه ويستأنسون بمشورته ، بل ربما دخل فيهم عرضاً وأعاد تشكيل الشقة من جديد وهم في أشد القناعة وأوفاها .
لا يدل ذلك إلا على قدرته القيادية وملكته الرائعة لتولي أزمّة الأمور وإتمام مهامه بكفاءة عالية ، يقول كبار المدربين الغربيين : أن القيادة بقدر ما تترقى فيها بقدر ما يلزمك من تقديم المزيد من التضحيات والتنازلات من أجل الغير .
علاقة طردية غريبة ، لكن يبدو لي أن صديقنا فهمها جيداً وبدأ يتحمل في سبيل قيادته حتى أخطاء الغير والقيام بمهامهم برضى تام ورحابة صدر ، فهو ( عملي ) حتى الصميم ولو أردته حصاناً تمتطيه لإنفاذ أفكارك وتحقيق مشاريعك لتوطأ لك ولان .
ما يشدني كثيراً نحو هذا الشخص روحه المرحة الألفة التي تكره الدوام على حال واحد كثيراً ، بعيداً عن بعض لحظاته التي يغلي فيها دماغه وتنتفخ أوداجه وتحمرّ عيناه وترتعش يداه ويزمجر بصوته فذلك طبع لا ينفك عنه .
غير أن المرح طقسه الدائم وجوه الملائم وهو دائماً ما يأخذنا إلى رحلات متنوعة فمن البحر إلى الوادي إلى الجبل والتل إلى السهل إلى قنونا والسد والجميعات وعمق وشيع ومكة وجدة والمدينة وأبها ، في كل مكان جمعتنا به ذكريات لا تنسى .

الأحد 22 / 10 / 1430 هـ
بمناسبة حفل زفافه بقرية الصفة . انطلقت هذه المشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق