الأحد، 24 يونيو 2012

عبده السيد .. عندما يصبح العمل عشقاً






لا أعرفه كثيراً غير أنني أعرف أبنائه من بعده وهم على خلق كبير وأدب جمّ , وهم نبت والدهم وغرس أبيهم " ومن شابه أباه ما ظلم " .
يغيب طيلة أيام شهر رمضان المبارك عن مسقط رأسه ليعيش أجواء الإيمان والاعتكاف ومجالسة القرآن هناك في حرم الله المكي ولا يعزد إلا إذا آذن صباح العيد بالبزوغ .
ألتقيه صلاة كل جمعة وقد أخذ مكانه من الصف الأول في مسجد الراجحي بقرية الصفة وإذا جلس بجانبي لا تسمع سوى الاستغفار والتسبيح والتكبير مع كل تصعيدة للخطيب أو استجلاب لمغفرة واستنزال رحمة .
وبعد أن تنقضي الصلاة وينفضّ الناس يبقى يتلو تسبيحاته النورانية حتى لا يبقى في المسجد سوى عامليه ثم يغادره وأبناؤه يوزعون قُبل التبجيل والتقدير في كل جزء من جسده .
ونقل لي ثقات حبه الجم للعمل وعشقه للنظام وهذه صفات قل أن تجدها في الناس هذه الأيام وما أصابنا الضعف ولا لحقنا العار إلا عندما ماتت لدينا ثقافة العمل واستثقلنا النظام وجنحنا إلى الدعة والراحة والفوضى .
يقيم حياته مع أبنائه على مبدأ الشراكة والمسؤولية والفردية ، والاعتماد على الذات ولمست ذلك واقعاً وشاهداً في عدد من المواقف ولم يشعرهم يوماً أنه على استعداد للقيام بشؤونهم بحكم موقعه ومنصبه وهذا شأن تربوي عظيم .
ينتظر كل واحد منّا أن يقوم بدور اجتماعي ما تجاه أهله وبني قريته ولقد ابتنى هذا الإنسان مسجداً يذكر فيه اسم الله آناء الليل وأطراف النهار وتنتظره إلى جانب هذا العمل العظيم مسؤوليات تترى تجاه مجتمعه لأن الأمانة تعظم إذا ارتفع المقام ودائرة المسؤولية تتسع .
هو رئيس قطاع مركز سلاح الحدود بالقحمة العميد الركن / عبده بن محمد السيد .